مدرسة التربية الفكرية بأنطونيادس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مدرسة التربية الفكرية بأنطونيادس

منتدى التربية الفكرية بأنطونيادس ( كفر الدوار / البحيرة ) لذوى الاعاقة الذهنية


    مدير المدرسة كقائد تعليمي

    الشحات الرويني
    الشحات الرويني


    عدد الرسائل : 5
    العمر : 69
    تاريخ التسجيل : 26/06/2010

    مدير المدرسة كقائد تعليمي Empty مدير المدرسة كقائد تعليمي

    مُساهمة  الشحات الرويني السبت يونيو 26, 2010 12:32 pm

    مدير المدرسة كقائد تعليمي



    1- المقدمة

    يطلق على العصر الذي نعيش فيه عدة تسميات، ولعله من الإنصاف أن نسميه " عصر الإدارة " فما من نشاط أو اكتشاف أو اختراع أو إنتاج أو تغيير لا تدفعه الإدارة وتقف خلف وجوده، فهي المسئولة عن النجاح الذي تصادفه المنظمات، كما إنها تأخذ على عاتقها تأكيد استمرار عمل الخدمات وتدفق الإنتاج وسير الحياة اليومية العامة بالمجتمع والدولة إلى غاياتها.

    لقد أصبح للإدارة اليد الطولى في تقرير الأمور وتسيير الحياة وتحقيق الأهداف التي يطمع أي مجتمع في الوصول إليها والإدارة التربوية، كفرع من فروع الإدارة، شهدت في السنوات الأخيرة اتجاهاً حديثاً، فلم تعد مجرد تسيير شؤون المدرسة سيراً روتينياً، ولم يعد هدف مدير المدرسة المحافظة على النظام في مدرسته فحسب، وإنما أصبح محور العمل في هذه الإدارة يدور حول التلميذ وضرورة توفير كل الظروف والإمكانات التي تساعد على توجيه نموه العقلي والجسمي والانفعالي والتي تعمل على تحسين العملية التعليمية بما يحقق تلك الأهداف.

    فلقد أظهرت البحوث النفسية والتربوية الحديثة أهمية التلميذ كفرد وكذلك أهمية الفروق بين التلاميذ ومساعدته في اختبار الخبرات المربية التي تساعد على نمو شخصيته وتؤدي إلى نفعه ونفع المجتمع الذي نعيش فيه.

    لقد انتقل اهتمام الإدارة التربوية من الأعمال الإدارية الروتينية إلى الاهتمام بالتعلم، كما تغير الاتجاه نحو الإدارة التربوية، فلم تعد الإدارة التربوية تهتم بنقل التراث الثقافي لهؤلاء الأبناء لإعدادهم لحياة الكبار، كما أنها لم تعد غاية في حد ذاتها بقدر ما هي وسيلة لتحقيق أهداف العملية التربوية.

    وسوف نحاول في هذه العجالة إعطاء فكرة سريعة حول دور مدير المدرسة كقائد تعليمي من حيث تعريف معنى القيادة وأهم الأنماط القيادية السائدة عند مديري المدارس ثم دور المدير كقائد تعليمي في مدرسته.



    2- معنى القيادة التربوية:
    ينظر إلى الإدارة المدرسية على أنها معنية بالجوانب التنفيذية التي توفر الظروف المناسبة والإمكانات المادية والبشرية اللازمة للعملية التعليمية.
    أما القيادة فتتعلق بما هو أكبر من ذلك من حيث كونها تتطلب ممن يقوم بها أن يكون على مستوى أرفع بكثير يمكن من خلاله أن يدرك الغايات البعيدة والأهداف الكبرى ولكن هذا لا يعني أن يكون القائد غير مسئول من الأمور التنفيذية أو التطبيقية بل عليه أن يجمع بينهما.
    ومن الطبيعي أن يعرف القائد ارتباط الوسائل بالغايات، وأن يلعب دوره على المستويين، رسم السياسة وتنفيذ هذه السياسة، كما يتوقع منه أيضاً أن يدفع العمل إلى الأمام، وأن يطور من أساليبه وطرائفه. كذلك يتوقع من رجل الإدارة المدرسية أن يحظى بنفوذ شخصي على العاملين معه، وأن يستند إلى سلطة غير رسمية تجعل منه قوة تأثير تساعده على القيادة الواعية لمنظمته.
    وهناك تعريفيين آخرين لمفهوم القيادة من وجهة النظر الغربية، فقد عرفها جوود Good بأنها "القدرة والاستعداد على توجيه ومباشرة وإدارة الآخرين"، كما عرفها ستوجدل Stogdill بأنها "عملية التأثير في نشاط مجموعة منظمة تجاه تحقيق هدف معين" وقد استعمل فيبر وشيرون Faber and Shearon كلمة القيادة لتشمل "أي جهد لتشكيل سلوك الأفراد أو الجماعات في المؤسسة والتي تحصل المؤسسة من خلالها على مزايا أو تحقيق لأغراضها".
    هذا ويمكن تعريف القيادة الإدارية بأنها تختص بالتأثير الفعال على نشاط الجماعة وتوجيهها نحو الهدف والسعي لبلوغ هذا الهدف.
    كما تعرف القيادة بأنها فن التأثير في الأشخاص وتوجيههم بطريقة معينة يتسنى معها كسب الاهتمام بالجماعة، بعكس التفكير السابق الذي اقتصر على الاهتمام بالقائد أو المدير أما فيفنر [ P. Fiffner ] فيعرف القيادة بأنها التنسيق بين الأفراد والجماعات وشحذ هممهم لبلوغ الغايات المنشودة.
    والقيادة تهدف إلى التأثير التوجيهي في سلوك العاملين أفراداً وجماعات وتنسيق جهودهم وعلاقاتهم وضرب المثل لهم في الأفعال والتصرفات بما يكفل تحقيق الأهداف المنشودة، والقائد الكفء هو ذلك القائد الذي يمكنه استمالة وتحفيز معاونيه وبث روح الفريق بينهم، بما يضمن تجاوبهم معه واحترامهم لقيادته.
    هذا وقد تأكدت أبعاد القيادة من خلال افتراض أن المجموعة العاملة تشترك في عديد من الاحتياجات أهمها:
    1- حاجاتهم إلى أعمال يؤدونها، وهو افتراضياً السبب في تشكيل المجموعة وأفراد هذه المجموعة سوف يكونوا غير راضين إذا لم يتمكنوا من أداء هذه الأعمال.
    2- حاجتهم إلى أن يعملوا مع بعضهم كفريق وأن يتم تحفيزهم كفريق وبمعنى آخر في حاجة إلى التماسك والتلاحم الاجتماعي [ Group Cohesion ].
    3- إن كل فرد من أفراد المجموعة له احتياجات شخصية يجب إشباعها من خلال العمل.
    والقائد الإداري يجب أن يكون مدركاً لهذه الحاجيات الثلاث المشار إليها وإلى اعتمادها على بعضها البعض.
    وبالتالي فإن القيادة:
    - تحط من العلاقة بين القائد والجماعة لحملهم للعمل كفريق منسجم.
    - تساعد الجماعة على تحقيق أهدافها.
    - لا تتم بمعزل من الآخرين ولكن بمساعدتهم.
    - مهارة من أداء وظائف معينه ومحددة.
    - قد يختلف نمطها بحسب الموقف.
    3-الإدارة المدرسية اليوم:
    إن الإدارة المدرسية اليوم قيادة تربوية تعمل لتنمية البرنامج التعليمي بما يشتمل من:-
    - وضع الأهداف المدرسية.
    - طرح الأفكار التجديدية ومناقشتها مع أعضاء هيئة التدريس.
    - الإلمام بالتطورات والتجديدات التربوية.
    - بناء الروح المعنوية العالية لدى العاملين في المدرسة.
    كما تتميز الإدارة التربوية بمهارة في العلاقات الإنسانية وذلك عن طريق العمل مع إيجاد:
    - جو من الثقة المتبادلة داخل المدرسة.
    - الشعور بالرضى بين أعضاء هيئة التدريس.
    وكذلك العمل على توفير الظروف الملائمة وذلك عن طريق زيادة انتماء أعضاء هيئة التدريس العاملة في المدرسة واشراكهم في اتخاذ القرارات ووضع السياسات العامة للمدرسة، وضرورة توفير جو من حرية العمل لكل منهم.
    وبعد أن قام ستوجدل Stogdill بدراسة مسحية شملت [ 124 ] بحثاً عن القيادة استنتج ما يلي:
    أن الإنسان لا يكون قائداً بمجرد امتلاكه صفات معينه، مثل الشخصية والنشأة، ولكن يجب أن تتفق هذه الصفات مع صفات وأهداف أفراد المجموعة التي يرغب في بنائها.
    كما أشار إلى أن المشكلات التي تحتاج إلى دراسة هي التي تتعلق بالعوامل التالية: المشاركة الجماعية - التبصير - السيطرة على النفس - المسؤولية - التحول إلى القيادة من موقف إلى آخر.
    وفي تقويم أجراه باس Bass [ 1960م ] لثماني دراسات قام بها فيدلر [ 1958م ] قرر أن أهم صفتين للقائد هما: القبول من المجموعة، والقدرة على إبقاء مسافة نفسية بينه وبين أفراد مجموعته.
    وقد انبثقت نظرية القيادة الموقفية من منطلق أن السمات ليست بالضرورة هي التي تحدد القائد، ولكن الأهم هو معرفة الموقف ومعرفة الناس الذين يعمل معهم، ومن أوائل من أيد هذه النظرية همفل Hemphill [ 1949م ]، الذي أكد أن القائد الناجح هو من يفهم حاجات المجموعة وحاجاته لإنجاز العمل، ويعتقد أن حاجات الأفراد مختلفة باختلاف الظروف.
    وأخيراً ظهرت نظرية السلوكيين، الذين يؤكدون وجود سلوكيات وتصرفات معينه تمكن القائد من أن يتفاعل تحت أي ظرف، وبالتالي تجعل القيادة ذات علاقة بالموقف. وهناك جهود كثيرة تميز أنواع السلوك التي تناسب القائد، حيث أن سلوك القائد يؤثر بالآخرين إيجاباً أو سلباً من خلال التفاعل اليومي.
    4- أنماط القيادة التربوية:
    يمكن تعريف النمط القيادي بأنه جملة العادات والممارسات التي تصدر عن رجل الإدارة في إدارته للمؤسسة التي يشرف عليها. وللقائد أساليب متعددة في فن القيادة، وذلك حسب طبيعة تكوينه الشخصي، والظروف التي وجد فيها. وقد قسم الباحثون أنماط القيادة في عدة تقسيمات من بينها تقسيم هالبن Halpin [ 1957م ] حيث قسمها إلى أربعة مربعات هي:
    المربع الأول: اهتمام مرتفع بإنجاز العمل واهتمام مرتفع بأفراد المجموعة.
    المربع الثاني: اهتمام منخفض بإنجاز العمل ومرتفع بأفراد المجموعة.
    المربع الثالث: اهتمام مرتفع بإنجاز العمل ومنخفض بأفراد المجموعة.
    المربع الرابع: اهتمام منخفض بإنجاز العمل ومنخفض بأفراد المجموعة.
    والشكل الآتي يوضح نمط القيادة كما هو عند هالبن:
    مرتفع في الاهتمام بالعمل والاهتمام بأفراد المجموعة
    منخفض في الاهتمام بالعمل
    ومرتفع في الاهتمام بأفراد المجموعة
    مرتفع في الاهتمام بالعمل
    منخفض في الاهتمام بأفراد المجموعة
    منخفض في الاهتمام بالعمل والاهتمام بأفراد العمل
    مرتفع الاهتمام بالعمل منخفض
    وقد حدد هاوس House [ 1971م ] أربعة أنماط للقيادة وهي:
    الأسلوب الموجه - الأسلوب المساند - أسلوب المشاركة - أسلوب الإنجاز. وكل أسلوب من هذه الأساليب يتطلب الاهتمام بالعمل إلى جانب الاهتمام بالنواحي الإنسانية للعاملين.
    وهناك نظرية الموقفية [ Contingency theory ] لفيدلر Fidler [ 1976م ] وهو يفترض أن هناك نوعين لأسلوب القائد أسلوب يركز على إقامة العلاقات الاجتماعية، وأسلوب يركز على حسن تنفيذ العمل. وبما أن مدير المدرسة قائد، فإن هذه النظرية تفترض أن فعالية المدرسة تتوقف على مدى التوافق بين أسلوب الناظر ووضع المدرسة.
    وقد أشار ليكرت Likert [ 1967م ] - خلافاً لذلك - إلى أن للوضع المدرسي أثراً مباشراً في إنتاجية المدرسة، فكلما كانت المتغيرات الرئيسية مواتية لعمل المدير، ارتفعت إنتاجية المدرسة، إذ يعتبر " ليكرت " أن أسلوب المدير يتكيف مع وضع المدرسة والعكس قد يكون صحيحاً.
    ويمكن تقسيم القيادة التربوية إلى ثلاثة أنماط هي:
    1- النمط التقليدي [ Traditional Leadership ] يسود هذا النمط من القيادة في المجتمعات القبلية والريفية ويقوم على الصورة الأبوية لشخصية القائد وتتسم هذه القيادة بعدة مزايا منها، كبر السن وفصاحة القول والحكمة بينما يتوقع من الأفراد الطاعة المطلقة للقائد والولاء الشخصي له، وتهتم هذه القيادة ببقاء الوضع القائم مع ما هو عليه طالما " ليس بالإمكان أحسن مما كان ".
    2- النمط الملهم [ Charismatic Leadership ] هذا النمط من القيادة يصلح للزعامات الشعبية والمنظمات غير الرسمية والحركات الاجتماعية اكثر من صلاحيته للمنظمات الرسمية، ويغلب على هذا النمط الصفة الشخصية لأن من يعملون معه ينظرون إليه على أنه الشخص المثالي الذي يتمتع بقوة خارقة للعادة وانه منزه عن الخطأ، وأية إشارة منه تعتبر أمراً يجب تنفيذه والعمل بمقتضاه.
    النمط العقلاني [ Rational Leadership ]:
    يتميز هذا النمط من القادة بأنه غير شخصي وتكون الطاعة والولاء فيه لا للاعتبارات الشخصية وإنما لمجموعة من الأصول والمبادئ والقواعد المرعية الثابتة، وفي هذا النمط يستمد القائد قوته من خلال مركزه الرسمي في مجال عمله من السلطات والصلاحيات والاختصاصات.
    كما قام كل من رونالد ليبت [ Ronald Lippit ] ورالف هوايت [ Ralph Whitw ] بدراسة علمية تضمنت أساليب القيادة وكان الهدف الأساسي للدراسة هو الوقوف على أثر الأساليب القيادية المختلفة على سلوك الفرد والجماعة، وهذه الأنماط هي:-
    - القيادة التسلطية الاوتوقراطية [ Authoritarian Leadership ].
    - القيادة الديمقراطية [ Democratic Leadership ].
    - القيادة الانسيابية [ Laissez - Faire Leadership ].
    وفيما يلي وصف لكل نمط من الأنماط الثلاثة:-
    القيادة الاوتوقراطية [ Authoritarian Leadership ]:
    تقوم هذه القيادة على الاستبداد بالرأي وتستخدم أساليب الفرض والإرغام والإرهاب والتخويف، ولا تسمح بأي نقاش أو تفاهم، كما أنها تقوم على توجيه عمل الآخرين بإصدار القرارات والتعليمات والتدخل في تفصيلات العمل ويمكن رسم الخطوط التالية لهذا النمط من الإدارة.
    1- تتركز السلطة في يد القائد فهو الذي يتخذ القرار وهو الذي يتحمل المسئولية.
    2- القائد هو الذي يحدد سياسة العمل وعلاقة العاملين بعضهم ببعض، كما يحدد علاقتهم بالعمل.
    3- يتصف العاملون في ظل هذه القيادة بالسلبية بحكم عدم مشاركتهم وانعدام أميتهم.
    4- لا يفوض القائد الاوتوقراطي بعض سلطاته وإذا فعل فهو يفوض غير المهم.
    5- يستغل القائد الاوتوقراطي العاملين معه، لأنه يجعل اتصالهم به مباشرة، ويضعف صلاتهم بعضهم ببعض.
    6- يلجأ القائد الاوتوقراطي إلى استعمال السلطة واستعمال وسائل التهديد والتخويف.
    7- لا تهتم هذه القيادة بنمو العاملين.
    8- تنعدم عواطف التعاون والود بين القائد الاوتوقراطي والعاملين معه.
    9- يستخدم القائد الاوتوقراطي سلطته من القوانين واللوائح بدلاً من الاعتماد على التأثير والاستمالة.
    10- يدين كل من يعمل في مثل هذا النوع من الإدارة بالولاء لرؤسائه ولا يدين بمثل هذا الشعور لمرؤوسيه.
    ويعتقد أن القيادة الاوتوقراطية قد تقود إلى إنتاجية عمالية برغم أنها قد تتسبب في وجود علاقات تنافسية وروح معنوية ضابطة، ومع أن هذا النوع من القيادة قد يؤدي إلى أحكام السلطة وانتظام العمل وزيادة الإنتاج إلا أنه يتميز بانعكاس آثار سلبية كبيرة على شخصية الأفراد ويظل تماسك العمل مرهوناً بوجود القائد، فإذا ما غاب القائد أنفرط عقد المجموعة واضطراب العمل.
    القيادة الديمقراطية [ Democratic Leadership ]:
    تقوم على أساس احترام شخصية الفرد، كما تقوم على حرية الاختيار والإقناع، وعلى أن القرار النهائي يكون دائماً بالتشاور دون تسلط، والقائد هنا يشجع الآخرين ويراعي مطالبهم.
    والقائد الديمقراطي هو الذي يشجع الآخرين ويقترح ولا يملي ولا يفرض ويترك للآخرين حرية اتخاذ القرار واقتراح البدائل والحلول وهو الذي يراعي رغبات الآخرين ومطالبهم ولذلك ترتبط القيادة بالقيادة الديمقراطية.
    1- يفوض القائد الديمقراطي بعض سلطاته إلى معاونيه الأكفاء.
    2- يعمل القائد الديمقراطي على إشباع حاجات العاملين معه.
    3- يتخذ القائد الديمقراطي قراراته بعد استشارة العاملين معه.
    4- يفترض أن يرتفع الإنتاج في ظل القائد الديمقراطي لسبب رضا العاملين وحماسهم.
    5- يحترم القائد الديمقراطي العاملين معه ويعاملهم بعدالة ويساويهم بنفسه.
    6- يعمل القائد الديمقراطي على تنمية العاملين ويسعى أيضاً إلى تنمية نفسه.
    والواقع أن نجاح القيادة الديمقراطية يحتاج إلى توعية الجهود وتعميق إدراكه بأهمية المشاركة وتحمله المسئولية.
    والإدارة المدرسية الديمقراطية هي التي تشجع على تكوين الاتحاديات الطلابية، على أن يكون لها دستور مكتوب وأن تقوم بدور في إدارة المدرسة وأن تشجع قيام منظمات المعلمين ومجالس الآباء والمعلمين وغيراها، كما ينبغي ألا يكون هناك قيود على المعلمين في ما يعتقدون أنه حق وخير، كما تهتم الإدارة الديمقراطية بسيادة الاحترام بكل المتصلين بالإدارة من معلمين وتلاميذ وآباء مع ضرورة معاملتهم معاملة كريمة تليق بهم كبشر مع ضرورة العمل على توفير تنظيم فعال وذلك عن طريق:
    - أقل حد ممكن من الصراعات والاختناقات اليومية في العمل.
    - التدفق السريع والدقيق للمعلومات من أسفل وللتعليمات من أعلى.
    - معاونة المدير بالمعرفة والتحليل في المجالات المتخصصة [ المشورة والمعاونة ].
    - تفاعل الأفراد مع المنظمة.
    وفي ضوء هذه الاعتبارات السابقة تكون غالباً هناك ثلاث صور عامة ممكنة للمشاركة هي:
    الصورة الأولى:
    أن يكتفي المدير أو القائد الإداري التربوي بإطلاع المجموعة على حقيقة المشكلة وطبيعة القرار الذي أصدره لحلها والأسباب التي أدت لهذا الحل ويكون ذلك بهدف تحفيزهم لقبول القرار وتنفيذه.
    الصورة الثانية:
    تزداد فيها درجة المشاركة حيث يطلب القائد التربوي من أفراد المجموعة إبداء آرائهم ومقترحاتهم ووجهات نظرهم في المشكلة تمهيداً لاتخاذ قرار بشأنها بمعنى أن المدير هنا هو الذي يتخذ القرار ولكنه يؤجل اتخاذه لحين سماع آراء أفراد المجموعة.
    الصورة الثالثة:
    وفيها يقدم المدير المشكلة إلى المجموعة لحلها باعتبار أنها مسئولية المجموعة وهو هنا يطلب من أفراد المجموعة أن يحاولوا جاهدين في الوصول إلى حل مناسب ويرسم لهم حدود معينة تكون بمثابة إطار لحل المشكلة [ زكي محمود هاشم، 1975، ص267 ].
    القيادة الانسيابية أو الترسلية [ Laissez - Faire Leadership ]:
    وهي القيادة التي يتمتع فيها العاملون بملء حريتهم ويقتصر دور القائد في هذا النوع من القيادة على توصيل المعلومات إلى العاملين ليتصرفوا كما يشاؤون.
    والحقيقة أن ديمقراطية الإدارة يجب ألا تذهب إلى حد فقدان المدير للقدرة على القيادة في ضوء فلسفة المشاركة.
    أن رجل الإدارة الكفء هو الذي يشعر مرؤوسيه أن مقترحاتهم يمكن أن يؤخذ بها وأن بعضاً من سلطاته يمكن أن يفوضها لهم، ولكن من المهم أن يعلموا أن المجموعة لها قائد واحد حازم له الرأي النهائي وأنه هو هذا القائد.
    ومن ملامح هذا النمط القيادي ما يلي:-
    1- يترك القائد الانسيابي للعاملين حرية كبيرة أثناء العمل.
    2- يوصل المعلومات إلى العاملين ويترك لهم مطلق الحرية في التصرف.
    3- هذا النوع من القيادة هو أقل الأنواع إنتاجاً.
    4- لا يبعث هذا النمط القيادي على احترام للقائد.
    5- يشعر العاملون في ظل هذه القيادة بعدم القدرة على التصرف والضياع بسبب الافتقار إلى التوجيه مما يؤدي إلى علاقات سلبية بالنسبة لعلاقات الأفراد ومعنوياتهم.
    5- الدور القيادي لمدير المدرسة:
    لا شك في أن النظرة الحديثة إلى مدير المدرسة قد تغيرت عما كانت عليه في الماضي، فالنظرة الحديثة تؤكد دوره كقائد تربوي يشرف على مؤسسة تربوية، مهمتها إعداد النشء وتربية الأجيال.
    والقائد - كما عرفه ليفام Lipham [ 1964 ] - داعية للتغير، ومطلوب منه أن يحدث تغييرات في البناء والتنظيم. ومن هنا يمكن أن ينظر إليه على أنه عامل تغيير للأوضاع الراهنة في عمله.
    هنالك العديد من الدراسات التي بحثت الدور القيادي في الإدارة التربوية والإدارة المدرسية، ومن بين هذه الدراسات دراسة شاملة أجراها كل من همفل، جرفثس، فردركسون Hemphill, Griffiths and Fredrikson وقد حددت هذه الدراسة معايير معينة لنجاح مدير المدرسة منها:
    - تبادل المعلومات.
    - مناقشة الأمور مع الآخرين قبل الشروع في التغيير والأخذ برأيهم.
    - الحفاظ على علاقات المؤسسة.
    - تنظيم العمل.
    - الاستماع للناس خارج المؤسسة.
    - قيادة المجموعة.
    ولا شك في أن مدير المدرسة هو المسئول الأول عن حسن سير العمل في المدرسة، ولهذا يتوجب عليه أن يقوم بمهامه كاملة، ودوره القيادي يحتم عليه القيام بواجباته الإدارية كتنظيم اليوم المدرسي، وتنظيم الجدول المدرسي، وإعداد الفصول، وتوزيع الطلبة عليها إضافة إلى قيامه بالواجبات الفنية، التي لا تقل أهمية عن واجباته الإدارية، والتي يتحقق بها نجاح مدرسته، ومن تلك الواجبات الفنية: الوقوف باستمرار على المستوى التعليمي والتحصيلي للطلاب، وتطوير أساليب الأداء المدرسية، والاهتمام بإعدادهم المهني، والعناية بكفاياتهم الإنتاجية، وتوفير الوسائل والتقنيات الحديثة التي تسهل مهمة المدرسين، وتعين الطلاب على فهم الدروس. ويمكن القول إن مدير المدرسة يقوم أيضاً بدور الموجه الفني المقيم في المدرسة حيث يتبع الأساليب الحديثة في التوجيه كالأشراف العلاجي، وزيارة الفصول باستمرار، ومناقشة مستوى الطلبة، ومتابعة عمليات التقويم المستمر، والتعرف على أسباب الضعف، ووضع العلاج المناسب لها، وتكرار الزيارات للمتابعة. وبالنسبة للمعلم القديم، فإنه يفتح الباب أمامه للأخذ بالأساليب الحديثة وتطوير نفسه بالإطلاع والمناقشة وغيرهما من الوسائل . . . وأما المعلم الجديد فإنه يعمل على تحسين مستوى أدائه بالتوجيه والإرشاد والإطلاع على الحصص النموذجية وغيرها …
    ولمدير المدرسة واجب آخر هو الدور الإنساني في علاقته مع زملائه المدرسين والإداريين وفهم كل فرد على حده، ومعرفة ظروفهم النفسية والاجتماعية، والعمل على مشاركتهم في أفراحهم وأتراحهم.
    وكثيراً ما يشكو مديرو المدارس من تزاحم العمل الإداري " الروتيني "، الذي يطغى على عملهم ويسلبهم واجبهم الفني، مما يؤدي إلى إهمال الجوانب الفنية التي تتعلق بتحسين العملية التربوية بجوانبها المختلفة، والمدير الناجح هو الذي يكون قادراً على التوفيق بين الجوانب الإدارية والجوانب الفنية.
    وفي دراسة أعدها كمال دواني وعيد ديراني [ 1984م ]، استهدفت معرفة العلاقة بين النمط القيادي لمديري المدارس وشعور المعلمين بالأمن النفسي، ومعرفة أثر الجنس، والتأهيل للمديرين في شعور المعلمين بالأمن. وقد أجريت الدراسة على [ 64 ] مدرسة في محافظة العاصمة [ عمان ] وبلغ عدد المعلمين والمعلمات في هذه الدراسة [ 427 ] معلماً ومعلمة. وقد استخدمت الدراسة اختبار بفيفر [ Pfeiffer ] لتصنيف سلوك المديرين القيادي إلى النمط المهتم بالعمل، والنمط المهتم بالعاملين، واختبار [ Maslow ] للتعرف على مدى شعور المعلمين بالأمن.
    وقد كشفت الدراسة عن وجود علاقة مهمة بين نمط القيادة التي تهتم بالعاملين، وشعور المعلمين والمعلمات بالأمن. بينما لم تكشف الدراسة عن أثر مهم للجنس والتأهيل لدى المديرين والمديرات في شعور المعلمين والمعلمات بالأمن.
    6- الخاتمة:
    مما سبق يتضح لنا أن دور مدير المدرسة لم يعد دوراً تقليدياً يقوم على أداء الأعمال الإدارية الروتينية بل تعد ذلك ليصبح قائداً يؤثر فيمن يعملون معه.
    والخلاصة أن الإدارة التربوية الناجحة التي تعمل على بث روح التعاون والفريق بين العاملين وتدرك أهمية رفع معنويات العاملين، لهي جديرة حقاً أن توصف بأنها إدارة متكاملة في تصرفاتها وفي سلوكها، فهي تؤمن أن المشروع إنما يتكون من كل فرد يعمل فيه وإن نجاح المشروع إنما يعتمد على المدى الذي يمكن للإدارة أن تشرك أكبر عدد من العاملين في حل مشاكله والإدارة الناجحة هي التي تعتبر نفسها جزءاً وظيفياً [ Functional Part ] في الإدارة.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 4:03 pm