مدرسة التربية الفكرية بأنطونيادس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مدرسة التربية الفكرية بأنطونيادس

منتدى التربية الفكرية بأنطونيادس ( كفر الدوار / البحيرة ) لذوى الاعاقة الذهنية


    المدرسة السلوكية الراديكالية الانتقادات الموجهه للفكر السلوكي

    سحر الفنون
    سحر الفنون
    الادارة
    الادارة


    عدد الرسائل : 20
    العمر : 53
    تاريخ التسجيل : 05/03/2009

    المدرسة السلوكية الراديكالية الانتقادات الموجهه للفكر السلوكي Empty المدرسة السلوكية الراديكالية الانتقادات الموجهه للفكر السلوكي

    مُساهمة  سحر الفنون الخميس يونيو 17, 2010 10:53 pm


    المدرسة السلوكية الراديكالية الانتقادات الموجهه للفكر السلوكي

    د\ خسين عبد الفتاح الغامدي



    بالرغم من التأثير الكبير للفكر السلوكي في امريكا خلال الفترة من 1930 الى 1950 ، فقد اظهرت
    عجزا كبيرا في تفسير السلوك والشخصية الانسانية، ولذا فقد بدأت رحلة تراجع التاثير في الولايات
    المتحدة وبالتالي العالم مع بدايات الخمسينات من القرن العشرين (-- - )، ويمكن ارجاع هذا التراجع الى
    عدد من الانتقادات نجمل اهمها فيما يلي:
    فالعالم المادي هو الحقيقة الوحيدة التي Naturalism 1. يقوم الفكر السلوكي على الطبيعية او الواقعية
    يمكن التعامل معها او دراستها. كما ان ما يجب دراسته هو ما يمكن تفسيره وفقا للقوانين الطبيعية.
    هذا يعني ان الانسان هو سلوكه الملاحظ فقط وان لا مكان للنفس او للعقل والتفكير. بل الدماغ
    المستجيب للمثيرات بصورة ميكانيكية مبرمجة بايولوجيا. ان الانسان لا يزيد عن مكنة مبرمجة
    عن طريق الاشتراط. هذه الفكرة والتي يترتب عليها كثيرا من الانتقادات التالية دفعت الى رفض
    السلوكية من كثير من العلماء في الوقت الحاضر لتجاهلها اهم العناصر المؤثرة في سلوك الانسان
    وهو العقل.
    2. فقد تم تجاهلها من المعرفيون على اختلاف مشاربهم لهذا السبب. هذا لم يحدث متأخرا بل مع
    بدايات السلوكية. يقول جوردن البورت في ذلك. السلوكية تدرس الانسان كما لو كان فارغا. ولعل
    في تقدم علم النفس المعرفي وخاصة المعالجة المعلوماتية والذكاء الصناعي ما دحض الفكر
    السلوكي خاصة في ظل الوصول الى نماذج معرفية تقوم على اساليب البحث العلمي المتشدد.
    3. كما يرفضها علماء النفس الاجتماعي والطبيعيون الذين يرون بانه لايمكن دراسة السلوك وفهمه
    سواء للانسان او للحيوان بعيدا عن مجاله وطبيعته، وان معظم الدراسات المعملية لا تعكس
    السلوك الحقيقي لحيوانات التجارب او للانسان.
    4. اما علماء النفس الفسيولوجي فيرفضون الفكر السلوكي الذي يقوم على تفسير السلوك كنتاج او
    توقعات للنشاط العصبي وان مناهج البحث المستخدمة في السلوكية والتي يدعون كفايتها لا تكفي
    لفهم السلوك. فالسلوك لا يفهم الا من خلال دراسة النشاط الفعلي للدماغ وتحديد العلاقة السببية من
    خلال الاساليب التقنية المتطورة لرصد مثل هذه الانشطة. هذا يعني ضمنا بان ادعاء العلمية من
    قبل السلوكيين ادعاء غير مقبول.
    5. كما يرفضها التحليليون لنفس السبب فالعمليات العقلية الشعورية منها وغير الشعورية والمركبات
    النفسية الوجدانية اساسا لتفسير السلوك. الذي لا يمثل في غالبيته اكثر من نتاج لما يعتمل بداخلنا.
    واذا انكر السلوكيون ذلك؟ فكيف يمكن لهم تفسير الكثير من الاضطرابات النفسية والعقلية. كيف
    يمكن لهم تفسير الاحلام، انماط الهستيريا التحولية والتفككية، المشي اثناء النوم، الاضطرابات
    المزاجية (الهوس والاكتئاب)، انفصام الشخصية الموسوم بتفكك البنية المعرفية نفسها والبنية
    الوجدانية للشخص وانفصالهما عن الواقع وما به من مثيرات....الخ....الخ.
    6. على اساس الفكرة السابقة تنعدم اهمية او منطقية المسئولية. فالانسان غير مسئول عن تصرفاته
    لانها مشكلة من الخارج ولا حول له ولا قوة له في تغييرها على المستوى الذاتي.
    7. هناك من يأخذ على السلوكيين عدم اهتمامهم فعلا بفهم السلوك بل يتشكيله، ولقد فعلا قادت افكارهم
    الى الكثير من الاستخدامات غير المقبولة وكان لها مساهمتها في برامج غسل الادمغة.
    8. اذا افترضنا بان الانسان ييمكن ان يكرر الاستجابات المعززة. وان التعزيز عامل مؤثر على
    السلوك في المستقبل. فكيف يتم ذلك؟ اليس عن طريق تذكر الاحداث والمعززات؟ هو كذلك بلا
    شك؟ اذا كان عن طريق التذكر فالتذكر عملية عقلية؟ فكيف تعمل؟ واذا كان ما نقوم به هو تذكر
    فان ذلك يعني وجود مخزون من الذكريات او الخبرات . لا شك في انه العقل وهوما يرفض
    السلوكين بحثه.
    9. ثبت بان المعززات لا تعمل بشكل اوتوماتيكي. فاستبعاد هذه العمليات يصور الانسان كما لو كان
    الة مستجيبه للمثيرات. والحقيقة ان الاشتراط لا يحدث اليا. فقد تبين من العديد من الدراسات
    وخاصة في الاشتراط اللغوي ان الانسان ليس مستقبلا سالبا، فحتى لو لم يشعروا المجربين
    بتوقعهم للتعزيز او سيعهم له فانهم يعلمون ارتباط استجاباتهم بطبيعة التعزيز. هذا يعني ان فاعلية
    وهو ما سبق عرضه في فكر سكنر . (cited in Monte, التعزيز لا تحدذ بشكل الي ( 1987
    نفسه. فما الذي يمنع من عملها طالما ان السلوكيين ينظرون الى الانسان هذه النظرة الميكانيكية.
    لاشك في ان ذلك يعتمد على حالة وطبيعة قدرته على تحديد وتذكر الخصائص الزمانية والمكانية
    الذي يحدث فيها المعزز. لاشك انها العوامل العقلية. هذا من جانب ومن جانب اخر فان ذلك يعتمد
    على تقييم الفرد لقيمة المعزز. وهي حالة عقلية تعتمد من جانب على الحكم العقلي على اهمية
    المعزز، وايضا على القيم المتبناه للفرد، فالبناء القيمي يمكن ان يدفع الفرد الى اهمال معززات
    وتقدير اخرى، والا كيف لنا ان نقدر المعززات الدينية العقائدية على افعالنا في الدنيا. ثم ان هناك
    من يقيم المعززات المعنوية بدرجة اكبر من المعززات المادية، وهذا دليل على اثرها الوجداني
    ....
    10 . يرى الكثير من الباحثين بان ادعاء السلوكيون لامكانة تفسير السلوك وبالتالي الشخصية دون العودة
    الى النشاط العقلي او غيره من النشاط الداخلي هرب وعجز عن وضع نظرية متكاملة زميل
    للبساطة كمهرب من عدم القدرة على التنظير الحقيقي للسلوك.

    11 . بالرغم من ان السلوكيون نفوا العمليات العقلية بداية، ثم تحولوا كاعتراف بها الى النظر اليها من
    خلال النشاط السلوكي الظاهر والمرتبط لها والدعوة الى ضرورة التحديد الاجرائي لها وهذا ما
    نادى به سكنر. فقد استخدم في كتاباته ويبدو ان ذلك بدون قصد الى استخدام مثل هذه العمليات في
    كتاباته. وهذا ان كان غير مقصود فلانه على المستوى الفعلي يدرك ان هذه الانشطة حقيقة لا مفر
    منها. وان كان قصدا فهذا دليل على عجز تحديداته الاجرائية عن وصف العمليات العقلية. يقول
    I belive that I have an 2pm dental " في تمثيله للتحديدات الاجرائية للعمليات العقلية
    والتي تعني اعتقد ان لدي موعد اسنان عند الساعة الثانية مساء. ويرفض كلمة ( appointment
    اعتقد) على اعتبار انها تعبر عن عملية غقلية غير محددة اجرائيا. ويقول بان الفرد believe
    أي يمكن للفرد .One must also spok of my desire to arrive at 2pm” " يمكن ان يقول
    Desire" ايضا ان يتحدث عن رغبته في الوصول عند الساعة الثانية مساء. وقد استخدم هنا كلمة
    يرغب" . وهي كلمة مثلها مثل كلمة يعتقد.
    12 . تبين من نتائج البحث العلمي وجود عجز في اداء التعزيز. وقد سبق ان اوضح بافلوف وجود عجز
    (Rachlin and في قيام الاشتراط بل وقد يؤدي الى نتائج خاطئة كنيجة للحدود البايولوجية
    (Monte, وقد فسر ذلك بداية على اساس انه ناتج عن تساوي اثر المثيرات .Logne, 1983)
    بان اشراط المثيرات يمكن ان Seligman 1987 . كما تبين من سلسلة من الدراسات لسيلقمان )
    يحدث بدرجات مختلفة فبعضها اكثر فاعلية من اخرى. وعلى المستوى البشري فقد يبدي الفرد
    مخاوفا من مثيرات دون اخرى او بدرجات مختلفة تبعا لخطورة المثير. وقد فسر سيلقمان ذلك
    وفقا لمبدا , Prepared Stimuli and responses بافتراضة للمثيرات والاستجابات المعدة
    natural او الاختيار الطبيعي Evolutionary selection pressure ضغط الاختيار التطوري
    له انظمة عصبية محددة بحساسية محددة. هذا الاعداد المسبق يحدد مدى نجاح selection
    الاشتراط.. كما تبين من دراسات سكنر ومن تبعة فشل التعزيز احيانا في احداث التعلم. ولقد تبين
    من دراسات سكنر ومن تبعه عجز التعزيز في احداث الاشتراط. فقد تبين من التجارب على
    الراكون ميله في بعض الجوانب الى تجاهل السلوك المعزز والميل الى القيام بالسلوك المجبول
    عليه طبيعيا. كما تبين في تجارب على الحمام امكانية حدوث ارتباطات بشكل طقوسي بالرغم من
    توقف التعزيز وهذا يعكس سلوكا غريزيا. هذا يؤكد تدخل عوامل اخرى في تحديد درجة التعزيز
    (Breland and Breland, 1961, p. ومنها الطبيعة التكوينية والغرائزية التي جبل عليها الكائن
    .386, p.684)
    13 . لا يعني نجاح التطبيقات التربوية والعلاجية سلامة الاساس النظري للسلوكية الراديكالية، وهناك
    قبول من غالبية علماء النفس لاهمية الكثير من المسلمات السلوكية كالتعزيز، الا ان التأكيد على
    كفايتها لتفسير التعلم هو ما يرفض.

    14 . يؤخذ على السلوكية بساطة التصور النظري، وعدم تطوره تطورا حقيقيا. ولعل من العدالة القول
    بان ما قدم لا يعدوا توسعات بسيطة وتطبيقات مختلفة لما قدمه بافلوف في الاشتراط الكلاسيكي
    وما قدمه تورنايك وخاصة قانون الاثر الذي يعتبر اساسا مهما لفكرة التعزيز في احدث النظريات
    السلوكية والمتمثلة في راديكالية سكنر المعروفة بالتعلم الاجرائي.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 11:00 pm